قصّة البقرة ؟

إذا تابعنا التفاسير المختلفة لمختلف المفسرين والكتّاب لقصّة البقرة سنجدها جميعا تتلخّص في التالي:

أنّ رجلاً من بني إسرائيل قتل رجلاً من قرابته طمعاً في إرثه أو لأن المقتول امتنع من أن يزوّجه ابنته، أما القاتل فبعد أن قتل ذلك الرجل أتى به ورماه في الطريق و تظاهر بالبكاء عليه، (ومن هنا جاء المثل المصري: يقتل القتيل ويمشي في جنازته) وصار يطالب الأبرياء بدمه، وتطور الأمر حتى كادت الفتنة تقع، فتحاكم بنو إسرائيل إلى النبي موسى (عليه السَّلام) فأمرهم موسى بأمر من الله أن يذبحوا بقرةً، بعد أن دفع كُل واحدٍ منهم التهمة عن نفسه واتهم بالجريمة شخصاً آخر، وكاد دم المقتول يذهب هدرا، فتعجب القوم وأكثروا السؤال حول مواصفات البقرة المراد ذبحها، وكلما كرروا السؤال كلما زادت الشروط وصعُب الحصول على البقرة الموصوفة، وبعد الجهد والمتابعة وجدوا البقرة بأوصافها المذكورة واضطروا إلى شرائها بثمن باهظ جداً (ولم يقل أحد لماذا يكون ثمنها باهظ، أليست مجرّد بقرة؟)، ثم أنهم عملوا كما أمرهم النبي موسى عليه السَّلام، أي ضربوا الميّت بجزء من البقرة المذبوحة فأحيا الله المقتول، ثم أن المقتول أرشد الناس إلى القاتل و سمَّاه باسمه، وهكذا انكشفت الحقيقة التي كانوا يخفونها و ذلك بصورة إعجازية.

هذه هي الخلاصة التي يمكننا أن نحصل عليها من كل التفاسير المتوفّرة والفرق بين تفسير وآخر سيكون في أمور بسيطة لا تكفي لتمييز تفسير على آخر.

لقد كنت أتعجّب كثيرا من هذا الموضوع، وأتساءل دائما: لماذا يأمر الله القوم بأن يذبحوا بقرة؟ وقد قال لي بعض أولي العلم أنّ الهدف من ذلك كان اختبار إيمان بني إسرائيل وهل سينفّذون الأمر فورا وبلا جدال أم سيجادلون كعادتهم وكما هو طبعهم دائما؟ وأنّ الحوار الذي دار بينهم وبين موسى عليه السلام هو أبلغ دليل على ذلك!

وعندما تساءلت: ألم يكن موسى نفسه مجادلا؟ كم مرّة جاءه أمر الله سبحانه بأن يذهب إلى فرعون وهو يتمنّع ويتحجّج بالأعذار المختلفة إلى أن بدأ الله سبحانه يذكّره بفضله عليه منذ ولادته (إذ أوحينا إلى امك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل…) ثم شفاء يده ولسانه من الحرق الذي أصابهما عندما كان طفلا الخ .. الخ.، قالوا: أنت ستبدأ في تجاوز الحدود فلا تخوض في هذه الأمور، لذلك قررت التوقف عن السؤال وبدأت أبحث بنفسي إلى أن وصلت إلى أصل القصّة.

إنّ قصّة البقرة تعتبر واحدة من أروع وأجمل القصص الإيمانية على مرّ التاريخ.

فمنذ دخول بني إسرائيل مصر بعد حادثة السنوات العجاف وتولي يوسف عليه السلام حكم مصر ودعوته لأخوته وأبيه وأمه لدخول مصر بلا خوف (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين)، وحيث كان بنو إسرائيل مشهورين بتخصصهم في رعي البقر والغنم، فقد منحهم يوسف عليه السلام ما يشاؤون من الأرض الخصبة (ما تعرف بمحافظة الشرقية الآن) لكي يقوموا بتربية البقر والغنم لضمان الأمن الغذائي لمصر بعد حادثة السنوات العجاف.

وجاء معهم مواطنين آخرين ليسوا من بني إسرائيل ولكنهم كغيرهم جاؤوا لمصر بسبب المجاعة التي حلت في بلاد المشرق عموما بما فيها شبه الجزيرة العربية. وكانت أغلبيتهم تعمل في الرعي وقليلا منهم يعملون في خدمة القصر وكتبة في وزارة المالية (لتسجيل القمح الداخل للمخازن والخارج منها) ولهذه الفترة يعود التمثال الشهير للكاتب المصري.

تمثال الكاتب المصري في فرنسا

بعد ذلك التاريخ بأربعمائة عام تقريبا كان بنو إسرائيل وكل من جاء معهم من “كنعان” وما حولها يعتبرون “عبرانيين” وكان المصريين القدماء يعتبرونهم “أجانب” برغم كل التسهيلات التي حصلوا عليها. وتكاثر هؤلاء وزادوا في العدد حتى أصبحوا جزءا لا يستهان به من سكان “شرق الدلتا” وفي ذلك الوقت كان نبي الله موسى عليه السلام قد ولد وترعرع وأمره الله بمطالبة فرعون بالسماح له بالخروج من مصر مع قومه بعد ما عانوه من متاعب في مصر بسبب كراهية المصريين لهم لأسباب كثيرة ليس مجالها هنا الآن.

وكان هناك شخصا من أتباع موسى له زوجة وولد صغير، وكان هو كبير السن ويعمل في جمع الحطب، وكان الرجل مريضا وشعر أنّ أجله اقترب، وكان فقيرا لا يملك الكثير، فاشترى بقرة صغيرة (عجلة) على أمل أن تكون مصدر رزق لولده وزوجته بعد مماته لأنهم لا يستطيعون العمل في جمع الحطب. كان الرجل يؤمن بالله إيمانا شديدا ويثق في قدرته دون حدود، وكان يترك بقرته ترعى وسط باقي الأبقار في الأراضي الواسعة، وعندما تسأله زوجته عن البقرة وهل ما زالت موجودة أم استولى عليها أحد من أصحاب القطعان الكبيرة كان يقول: “لقد استودعتها عند من لا تضيع عنده الودائع، فلا تقلقي عليها”.

وعندما شعر الرجل باقتراب أجله وبأنه سيموت، لم يجد أمامه أحدا يثق فيه أو يأمنه على البقرة، وخشي أن يستولي عليها باقي القوم، فخرج إلى حيث ترعى البقرة ووقف ونظر إلى السماء وقال:
(يا ربّ .. أنت تعلم أنّ لي طفلا صغيرا لا يستطيع رعي هذه البقرة ولا رعايتها، وتعلم أنني لو تركتها للقوم فسوف يستولوا عليها ويضيع حق الولد فيها، لذلك فإني أستودعك هذه البقرة، فأنت لا تضيع لديك الحقوق، فاحفظها لابني إلى أن يكون قادرا على استردادها).

هكذا كان إيمان الرجل بالله وثقته في الله سبحانه وتعالى.

وعاد الرجل إلى بيته وقصّ على زوجته ما حدث ثم مات. كان باقي القوم يعرفون البقرة ويعرفون من صاحبها وحاول بعضهم أن يضمها إلى أبقاره ولكنها كانت تخرج من القطيع ولا تسير معه وتبقى وحدها ترعى في أرض الله. حاولوا أن يستخدموها في إدارة السواقي لري الأرض فكانت ترفض ولا تدور في الساقية. حاولوا أن يربطوها في المحراث لحرث الأرض فكانت ترفض ولا تتحرّك عندما يربطوها في المحراث. وأخيرا علم القوم أنّ هذه البقرة لها وضع خاصّ وأنّ عليهم الابتعاد عنها، وتركوها ترعى في أرض الله دون أن يتعرّض لها أحد، وكبرت البقرة وزاد وزنها أو “سمنت” وأصبحت عندما تسير لا تقدر على رفع قوائمها من على الأرض، فتضرب الأرض بحوافرها فيثور الرمل من تحتها وأصبحت هذه علامة مميزة لها.

ومرّت الأيام والسنين وكبر الطفل وأصبح شابا وكان يؤمن بالله كأبوه، وكان يحاول العمل هنا وهناك ولكن حالته وأمّه كانت بائسة. وفي يوم من الأيام تذكّرت أمّه أن لهم بقرة تركها أبوه، ولم تكن هي تعرف عنها شيئا سوى أنّ أبوه تركها ترعى مع باقي البقر، فقالت له: لقد ترك أبوك لك بقرة، فلماذا لا تذهب وتبحث عنها؟ فقال وأين أبحث عنها؟ قالت: في مرعى الأبقار!
قال: وما شكل هذه البقرة؟ قالت لا أعرف، قال أليس فيها علامة مميزة؟ قالت لا أعرف .. أنا لم أراها في حياتي! قال: وكيف لي أن أعثر عليها إذن؟

قالت: لقد أودعها أبوك عند الله الذي لا تضيع عنده ودائع، فاذهب واسأل الله أن يعيدها إليك!

فخرج الولد وذهب إلى المرعى، ونظر أمامه فرأى مئات الأبقار! أيّ بقرة هنا هي بقرتي؟ تساءل الولد!
وعندما عجز عن التوصّل إلى البقرة التي لا يعرفها، وقف في نفس المكان الذي وقف فيه أبوه من قبل – دون أن يعرف ذلك – ونظر إلى السماء وقال: يا رب، لقد استودعك أبي بقرة لي، وأنت لا تضيع عندك الودائع، وأنا جئت الآن أطلب بقرتي، فاعطها لي!

وظل واقفا في مكانه وإذا بالبقر، يغادر المكان إلى مأواه أو حظائره، واحدة وراء أخرى وقطيعا خلف قطيع، حتى غادروا جميعا ولم تبقى سوى بقرة واحدة، وقفت تنظر إليه ولا تتحرّك من مكانها فعرف أنها هي البقرة المقصودة، فأخذها وفرح بها وشكر الله سبحانه وقال: أنت لا تضيع عندك حقوق. وأخذ البقرة وعاد بها إلى بيته وفرحت أمّه بعثوره على البقرة وبدئوا في الاستفادة من لبنها وبيعه وبيع منتجاته وبدأ حالهما يتحسّن.

ثمّ وقعت الواقعة التّي يتحدّث عنها الجميع دون إشارة للتفاصيل السابقة، وهي واقعة قتل الرجل الثري الذي قتله ابن أخيه، الذي يذكرونه دائما، وكادت الفتنة تقع بين عائلات بني إسرائيل وتقوم الحرب، إلى أن لجأ القوم إلى موسى عليه السلام وطلبوا منه أن يسأل ربّه “من الذي قتل الرجل؟”. فجاءه الأمر من الله بأن يأمرهم أن يذبحوا بقرة.

كل التفاسير الإسلامية الموجودة تؤكد أن قوم موسى أو بني إسرائيل رفضوا التنفيذ لأنهم بطبيعتهم مجادلين ومعارضين وأنّ هذا هو شأنهم وطبعهم الذي جبلوا عليه، وأنهم لو كانوا ذبحوا أيّ بقرة لانتهى الأمر وما احتاجوا لدفع كل هذه المبالغ التي دفعوها فيما بعد. والحقيقة هي أن الله سبحانه أراد أن يكافئ هذا الولد المؤمن على إيمانه وإيمان أبوه وأمّه بالله وأراد الله أن يعوّضه عن أيام الفقر تعويضا كبيرا يضمن له العيش في أمان في المستقبل أيضا، فكيف حدث هذا ؟

أبلغ الله موسى عليه السلام أن يبلغ بني إسرائيل أن الله يأمرهم أن يذبحوا بقرة (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً). في البداية ظنّوا أن موسى يستهزئ بهم، فقالوا له: أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً؟ (لأنهم سألوه أن يسأل الله من الذي قتل الرجل، فإذا به يأمرهم أن يذبحوا بقرة)، فردّ عليهم: (قال أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين).

ولكنّهم ظلّوا على ظنّهم بأنّ موسى يستهزئ بهم، فقالوا: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ؟) فقال: (إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ (أي ليست كبيرة في السنّ) وَلاَ بِكْرٌ (أي ليست صغيرة) عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ (أي متوسّطة العمر) فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ)، وهنا ساور القوم الشكّ في أنّ المسألة قد تكون جدّية وخشوا من أن تكون البقرة المقصودة هي بقرة ذلك الطفل التي حفظها الله له طيلة هذه المدّة، وعلموا أنّهم سيكونوا أمام مشكلة كبيرة لو كانت هي هذه البقرة المعنية، خاصّة وأنّ هذه الإجابة توضّح أن المقصود هو تحديد سنّ البقرة.

فذهبوا إلى بيت الولد وطلبوا منه أن يبيعهم البقرة، فرفض وقال أنّ هذه البقرة ليست للبيع وأنّها ميراثه الذي استودعه أبوه عند ربّه وأنه لن يفرّط فيها. ازداد الشكّ عند القوم وعادوا لموسى يسألونه من جديد على أمل أن يصلوا لحلّ يريحهم، فقالوا لموسى: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا؟) فقَال: (إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا (أي شديدة الصفرة) تَسُرُّ النَّاظِرِينَ. وكان هذا هو لون البقرة بالضبط، فتأكّد شكّهم وأسرعوا لبيت الولد عارضين عليه شراء البقرة بالسعر الذي يحدّده! ولكنّه رفض!

عادوا لموسى وظنّوا أنّهم إذا سألوه مرّة أخرى فقد يجيبهم إجابة تبعدهم عن تلك البقرة التي لا يستطيعون شراءها، فقالوا: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا – أي أنّ أوصاف البقر تشابهت، وهم في هذا يكذبون، لأنّهم علموا من هي البقرة المطلوبة وكانوا يحاولوا أن يتفادوها – وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ!) فأجابهم: (إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ) أي لم تذلّ في العمل في الحقول (تُثِيرُ الأَرْضَ) أي تثير الأتربة أو الرمال تحت حوافرها لأنّ حوافرها تضرب في الأرض من ثقلها (وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ) أي لا ولم تستخدم في إدارة السواقي (مُسَلَّمَةٌ) أي أنّ جلدها سليم وخالي من الخدوش والجروح لأنها لم تربط لإدارة السواقي ولا جرّ المحاريث ولم تتعرض للضرب كما يحدث مع البقر الذي يجر المحراث (لا شِيَةَ فِيهَا) أي ليس في جلدها بقع بلون مختلف سواء كانت أفتح أم أغمق من لونها الأصلي أو بلون آخر.

وعندئذ أسقط في أيديهم ولم يجدوا بدّا من ذبح هذه البقرة، (قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ).

وليس هذا ما حدث تحديدا، بل إن هذا اختصار شديد لما حدث قبل ذبحها، فقد ذهبوا إلى بيت الولد وأصروا على شراء البقرة لأنهم علموا أنّ هذا أمر لا مهرب منه وأنّ عليهم الحصول على هذه البقرة بأي ثمن.

قالوا للولد، سندفع لك ما تريد مقابل هذه البقرة، فأراد أن يبعدهم عنه وعن البقرة فقال لهم: إذن أريد وزنها ذهبا بشرط موافقة أمّي.

حاولوا التفاوض أو الفصال ولكنّه أصرّ على موقفه ظنّا منه أنّهم سيتركونه في حاله ولا يطالبوا بشراء البقرة، ولكنهم كانوا يعلمون أنهم سيتعرضون لمصائب أكبر إذا لم يذبحوها، فوافقوا على دفع المبلغ وأحضروا له وزن البقرة ذهبا واشتروها منه وذبحوها.

(فَقُلْنَا اضْرِبُوه – أي الشخص المقتول – بِبَعْضِهَا أي بجزء من جسم البقرة، وقد فاضت التفاسير في شأن هذا الجزء)، وقيل أنّ موسى عليه السلام قطع ذيلها وضربه به فقام الرجل المقتول واقفا وأشار إلى قاتله وخاطب موسى قائلا: قتلني فلان ابن فلان، ثم مات ثانية بعد ثوان معدودة، (كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون).

وقد فسّر البعض قوله تعالى: (وما كادوا يفعلون) بمعنى أنهم كانوا على وشك أن لا يفعلوا ذلك (ذبح البقرة) إما للخوف من فضيحة القاتل، أو لغلاء ثمن البقرة ؟؟؟ فلماذا فجأة يكون ثمن البقرة مبرّرا رغم أنّه لم يذكر في كلّ التفاسير؟ ولماذا يكون ثمنها غاليا؟

السبب، طبقا لبحثي وتنقيبي واستنتاجي: هو أنّ الله سبحانه أراد أن يكافئ الرجل المؤمن وولده المؤمن على إيمانهما الأعمى به وثقتهما المطلقة في الله، فردّ له البقرة لكي تكون مصدر الثروة له وأن يعيش طوال حياته بعيدا عن مذلّة الفقر والحاجة إلى الغير والله سبحانه أعلم.

أمّا الذين يقولون أنّ هذه القصّة هدفها التعريف بطبيعة بني إسرائيل الجدلية وأنهم لا ينفذون تعاليم الله بمجرد صدورها لهم وإنما يجادلون ويحاورون إلى ما شاء الله وأن هذه القصة تهدف للتحذير من التشبّه ببني إسرائيل وجدالهم، فتعليقي هو: ماذا لو كان قوم موسى قد وافقوا على ذبح أيّ بقرة بمجرد طلبه ذلك منهم؟ ألم يكن الموضوع قد انتهى ولم يحصل الطفل على أي شيء؟ لقد كان هذا الحوار والجدال مقصودا ومتعمدا بأمر من الله سبحانه لأنه هو السبب في رفع قيمة البقرة لتكون ضمانا لحياة كريمة للطفل وأمّه وتلك مكافأة الله لهم لأنهم آمنوا به ووضعوا كل ثقتهم فيه فكان هذا جزاء الله لهم على إيمانهم به.

هذا هو شرحي للقصّة ولا أقول تفسيري فأنا لست مفسّرا وإنما أنا باحث أبحث عن التفاصيل، والقرآن الكريم لا يشمل كل هذه التفاصيل ولكنها موجودة في كتب أخرى كالتوراة والعهد القديم، وأنا لم أذكر أمورا أخرى كثيرة من بينها اسم الطفل واسم أبوه والزمان والمكان إلخ، لأن هذه التفاصيل جزء من عمل إعلامي أقوم بإعداده وسيذكر في حينه إن شاء الله.

وأتمنى أن يوفقني الله في الباقي.